يحكى بان رجل وابنه ومعهم حمارهم كانوا عائدون من المدينة إلى قريتهم بعد ان انهوا عملهم في المدينة ،
وكان قريتهم تبعد مسافة لا باس بها عن المدينة وان الطريق إلى قريتهم تمر من عدة قرى أخرى .
الرجل وابنه وحمارهم كان يمشون وقد بدى بعض من علامات التعب عليهم فمروا من إحدى القرى التي تمر منها طريق قريتهم فلاحظوا ان أهل القرية كلما رأوهم يتهامسون مع بعضهم وعلامات السخرية واضحة على شفائهم ، وقع الأب في الحيرة وبدأت علامات الفضول تبدو واضحة عليه لذلك أراد ان يعرف بماذا يتهامسون القرويون ،فمروا من أمام رجلين من القرية وقد أصبح الأب كما يقال كله آذان صاغية.
استطاع ان يفهم ما يتكلمون به فقال يا بني أتعلم لماذا هؤلاء يسخرون منا ؟ قال لماذا يا أبي؟ قال يا بني يقولون بان هذان الرجلان يوجد لديهما وسيلة للنقل الا وهو الحمار ولكنهم لا يستعملونه فيا لحمقهم .
أنهى الأب وابنه حدود القرية وبدؤوا على مشارف قرية أخرى فقال الابن لأبيه يا أبي ليس من الحكمة ان نقع في نفس الغلط مرة أخرى ونصبح قصة على السن أهالي هذه القرية أيضا فلنركب الحمار ولنمضي من هذه القرية بسلام فوافق الأب فورا.
دخلا القرية ولكن أناس هذه القرية لم يكونوا بأحسن من أناس القرية السابقة فتكرر نفس القصة كما في المرة الماضية علامات الاستهزاء والغضب لا تفارق مرة أخرى وجوه أناس هذه القرية أيضا استغرب الأب والابن مرة أخرى ياترى لماذا هذا الموقف مرة أخرى .أيضا استطاع الأب ان يفهم الأمر مرة أخرى فقال بابني الناس يقولون ان هذان الرجلان لا توجد بقلبهم ذرة رحمة لأنهما قد ركبا على ظهر هذا الحمار المسكين الذي لا يقوى على حمل نفسه .
ويتابع الأب وابنه الطريق وينتهون من قرية إلى أخرى لتبدأ معهم قصة أخرى . في هذه المرة اقترح الابن على أبيه ان يبقى لوحده على ظهر الحمار لأنه أقوى من أبيه على التحمل على ما يبدو .ولكن هيهات هيهات الألسن لا تكفي عن معاتبتهم والاستهزاء بهم انهوا تلك القرية وأناسها كالعادة يستهزؤون...... انظروا إلى ذلك الظالم الذي يركب على الحمار وابنه المسكين الصغير يكاد يموت من التعب وهو يلحقه ماشيا .
القصة لم تنتهي هنا لان الأب اقترح هذه المرة بمبادلة الأدوار ،فركب الابن على الحمار وبدا الأب بمهمة المشي والاثنان يريدا ان يعلما كيف سينتهون من هذه القرية .
أنا سأخبركم ، أهالي القرية: انظروا إلى هذا الولد العاق الذي يستطيع حمل جبل انظروا إليه قد جعل أباه الشيخ الذي اخذ الدهر عمره و قوَََََََََس ظهره يمشي خلفه وهو راكب على ظهر هذا الحمار .
كانت هذه آخر قرية يمرون بها في الطريق إلى قريتهم ، الأب والابن ينظر كل منهما في الآخر وعلامات الاستغراب والغضب قد غيرت ملامح كل منهما
الابن: يا أبي الآن كيف سندخل إلى القرية وأنت اعلم بما جرى لنا في الطريق ؟
الأب : يا بني سنقوم بآخر تجربة لم نقم بها في القرى الأخرى .
الابن : وما هي يا أبي ؟
الأب: هيا يا بني ساعدني ولنحمل الحمار .
لبى الابن طلب الأب فورا وقد دخلا القرية وهما حاملان للحمار ليروا ان يستطيعوا ان يتخلصوا من السن الناس ومعاتبتهم .
كلااااااااااااااااااا فعلامات الضحك هذه المرة بدا على وجوه أهل القرية جميعا صغيرا وكبيرا رجالا ونساء
وقف الأب والابن أمام باب المنزل بعد هذه الرحلة الشاقة
الأب : يا بني قد رأيت ما حدث معنا في الطريق
لذلك يا بني أوصيك بالتالي : قم بعملك بجد وهمة وأسعى دائما إلى ان لا تغضب الله في عملك ودع الناس يقولون ما يشاؤون .
الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:11 pm